Saturday, September 7, 2019

عاشوراء

“‏عاشوراء ﴿ وذكرهم بأيام الله ﴾ هل أرهقتك ذنوب عام غابر ؟ وتريد عفوا من كريم قادر ! أبشر فإن المصطفى قد دلنا أن الخطا يمحى بصوم العاشر”


أرضٌ تدور في الفراغ ودمٌ يُراقْ وَيحْي على العراق تحت سماء صيفه الحمراء من قبل ألفِ سنةٍ يرتفع البكاءحزنًا على شهيد كربلاء ولم يزل على الفرات دمه المُراق يصبغ وجهَ الماء والنخيل في المساء


مفهوم الثورة

في كل عام وفي مثل هذا الشهر العربي "محرم" ننتظر يوم عاشوراء نحن كسنة لنصوم ونقتدي بسنة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.  معظمنا قد يفعله من أجل العادة أو لأن والداه يأمرانه أو غيره من الأسباب.
شخصيا أنتظر يوم عاشوراء لأتذكر شخصية عربية دينية ثورية شجاعة وفذة هي شخصية سيدنا الحسين إبن علي. أنظر لهذه الشخصية ليس من جانبها الديني فقط وإنما من الجانب السياسي وبكل صراحة أهتم بالجانب السياسي والإنساني والتاريخي أكثر لشخصية هذا الرجل العظيم. معلوم لدى الكل مكانة سيدنا الحسين الدينية لنا نحن السنة أو الشيعة. ولا يختلف على هذا الأمر إثنان ولكننا نغفل عن هذا الإرث السياسي والإنساني العربي. نغفل عن تذكر إرادة الشعب ونغفل عن تذكر تحكيم الضمير ورفض الظلم وفرض الاراء على الناس وإجبارهم بالقوة أو بالمال. عندما أغفلنا قصة الحسين أغفلنا أنفسنا كعرب في هذه الجزيرة. ولا أتكلم فقط عن المسلمين فقصة كقصة الحسين هي مثال للبشرية جمعاء بجميع توجهاتهم وإنتمائتهم. هي تعريف بسيط للحرية والكرامة ومايتوجب على الإنسان كإنسان أن يكون.
رفض الرجل الديكتاتورية والتوريث. كأنه كان يعلم أن هذا سيكون حال العرب. فعندما سمع بولاية العهد وتوريث الخلافة وحمل الناس على المبايعة سواء بالترغيب أو بالإكراه تذكر أن هذا ينافي أقل قيم الإنسانية. أصر على   موقفه من عدم المبايعة وخرج في نفر قليل جدا لا يتجاوز ال70 رجلا  ليواجه مايقارب الثلاثين ألف في معركة غير متكافئة. لن أذكر هنا ما حدث لعل الجميع يعلم أو لعلكم تطلعون على ماحدث من الكتب في كيفية قتله وماحصل في المعركة وغيره. لكن مايهم هو ذلك الجانب الإنساني في هذه القصة. قد يعرف الكثير من العرب قصة غاندي مثلا أو مالكوم إكس أو مارتن لوثر ولكن القليل منهم قد يعرف ويفهم المغزى الكامل لقصة الحسين.

No comments:

Post a Comment